يتوقف نجاح المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي على أمور عديدة. من بينها اتقان لغة الجسد. فإلى جانب المحتوى الجيد فإن على المؤثر امتلاك مهارة توصيله للجمهور المستهدف بشكل واضح ومحبب. وهنا تبرز أهمية لغة الجسد تلك الإشارات غير اللفظية مثل تعابير الوجه.
في الحقيقة تمثل لغة الجسد نحو 65% من عملية التفاعل والتواصل بين الناس. لكن ذلك يواكبه أيضاً فهم جيد للسياق العام للموضوع والظروف المحيطة. فمثلاً تبرز تعابير الوجه مشاعر الإنسان الحقيقية تجاه موقف ما حتى لو خالف حديثه ذلك. وتلعب دوراً كبيراً في تصديق الشخص من عدمه.
من ناحية أخرى أظهرت بعض الدراسات أن الابتسامة الخفيفة مثلاً تعبّر عن الثقة والود. في حين يرتبط الحكم على شخص ما بوجهه وتعابيره. فأصحاب الوجوه الطويلة يتم تقييمهم بأنهم أذكياء والأمر ذاته مع المبتسمين دائماً.
من الأمور المهمة في لغة الجسد “العيون” التي هي بمثابة مرآة للروح. وتلعب دوراً مهماً في عملية التواصل. فنظرة الشخص لعين الآخر بشكل مباشر تدل على اهتمامه به. أما التحديق المبالغ فيه فيوصل رسالة غير مريحة للطرف الآخر كشعور التهديد. أما النظر لأماكن كثيرة فيشير إلى عدم الارتياح.
من مظاهر التوتر والقلق حركة “العض على الشفاه”. أما الشفاه المزمومة فتدل على الرفض. ويعبر تغطية الفم باليد إلى الرغبة في إخفاء رد فعله إلا في حالة السعال أو التثاؤب. أما رفع الشفاه للأعلى قليلاً فيعني السعادة والرضا. والعكس صحيح.
هل تختلف الإيماءات الجسدية وفقا للبلد؟
تختلف الإيماءات الجسدية وفق ثقافة كل بلد أو منطقة. لذا يجب عليك الحذر عند استخدام أي منها لعدم إعطاء انطباع عكسي. فمثلاً الإشارة إلى عدد ما بواسطة أصابع اليد أمر شائع. في حين تشير قبضة اليد المضمومة عند البعض إلى التضامن. وعند آخرين إلى الغضب.
عند الحديث يُنصح دوماً بالابتعاد عن ضم الأذرع أو الجلوس بوضعية تقاطع الأرجل. لأنها توحي بانغلاق الشخص على ذاته ورغبته في حماية نفسه. أما وضعية وضع اليدين خلف الظهر عند الوقوف فتعني سيطرتك على الأمور. ونقر الأصابع يعني الملل.
تقدم وضعية الجسد أو الشكل الخارجي لجسد الإنسان الكثير من المعلومات عنه. سواء عما يشعر به أو عن سماته الشخصية. فالجلوس بوضعية مستقيمة يعني انتباهه للتفاصيل المحيطة. أما انحناء جسده فيعني شعوره باللامبالاة. وإبقاء اليدين بجوار الجسد عند الوقوف يعني الود بخلاف ضم اليدين إلى الصدر.
تعد لغة الجسد مهمة لذا نجد دراسات متخصصة في المسافات بين الأشخاص خلال التواصل يطلق عليه “علم التداني”. وهو العلم الذي تم صياغته للمرة الأولى على يد إدوارد عال عالم الأنثروبولوجيا. فالمسافة بين الأشخاص تعبّر عن أفكارهم ومشاعرهم غير المنطوقة.
في علم التداني أو مجازاً “لغة الجسد” كما هو متداول. هناك ما نطلق عليه المسافة الاجتماعية وتنحصر بين زملاء العمل أو العملاء. ويمكن إطلاق مسمى آخر عليها هو “التباعد الاجتماعي”. أما المسافة العامة فهى تبرز عند التحدث أمام الجمهور. ورغم ذلك يختلف الأمر حسب ثقافة كل دولة فمثلاً الوضع في كندا يختلف عن البرازيل. حيث يشعر الناس بها بالراحة عند كسر حاجز المسافة بينهم.
